شحن بوست: القدس الغربي
فيما قال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، إن الغارات الأخيرة، التي نفذتها فجر الخميس في صنعاء وصعدة شمالي اليمن، قاذفات بي-2 الاستراتيجية، استهدفت “خمسة مواقع تخزين أسلحة محصنة تحت الأرض في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون”، قال قيادي في وزارة الدفاع في حكومة “أنصار الله” لـ”القدس العربي”، إن الضربات استهدفت مواقع مفتوحة سبق ضربها من قبل التحالف؛ ولا يتوفر فيها أي تحصينات للأسلحة، وما استهدافها بأسلحة استراتيجية إلا رسالة تخويف ورسالة أخرى بأن لدى أمريكا بنك أهداف في اليمن.
وأوضح مساعد مدير دائرة التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع بصنعاء، الخبير العسكري العميد عابد الثور: “لقد استهدفت الغارات تبة (تل) التلفزيون بصنعاء، وهي منطقة مفتوحة تحيط بها أحياء سكنية، وهي محمية بموجب القانون الدولي والإنساني، وسبق استهدافها، كذلك تبة الحفاء شمال شرق صنعاء، والتي كانت تستخدم لتخزين الأسلحة لقوات الحرس الجمهوري، وقد سبق استهدافها من قبل التحالف بمئات الغارات”.
وأضاف: “لو كان ادعاء العدو الأمريكي سليمًا، فإن التفجيرات في صنعاء مستمرة والنيران ما تزال مشتعلة جراء استهداف تحصينات مخازن أسلحة، كما يقول العدو الأمريكي، لكنها ذريعة يبررون بها الضربة”. وذكر أن استهداف هذه المواقع يأتي كرسالة أن لدى واشنطن بنك أهداف في اليمن، “بينما هي تعاني من أزمة معلومات في اليمن لعدم توفر مخابرات لها في الداخل، كما أن استخدامها لهذه القاذفات الاستراتيجية يأتي كرسالة أخرى تبث من خلالها الخوف والإرهاب بأنها قادرة على استخدام أسلحة أكثر تطورًا”.
وأشار إلى أن استخدامها يأتي، أيضًا، لأن هذه الطائرات قادرة على التحليق لمسافات طويلة بدون الحاجة إلى التزود بالوقود، وبالتالي يمكن تحريكها من مناطق بعيدة، كما أن استخدامها ينطلق من قدرتها على تنفيذ مهامها وهي في ارتفاع عال، تفاديًا لأي قدرات مفاجئة في أسلحة الدفاع الجوي.
وقال: “تم استخدم هذه القاذفات، لأنها ترتفع ارتفاعات كبيرة انطلاقًا من تقديرات تعاملوا معها تعتمد على الشك؛ وهي أن هناك أسلحة ودفاعات جوية قادرة على التعامل مع هذه الطائرات، كما هي رسالة أرادوا إيصالها أنهم يستخدمون أسلحة استراتيجية تستخدم في الحروب وحمل الصواريخ النووية. ومع ذلك أمريكا لم تستطع أن ترعبنا، على الرغم من أنها استخدمتها كنوع من التهديد والتخويف والتحذير، ولإيقاف اليمن عن موقفه تجاه غزة ولبنان، وعن موقفنا في البحر الأحمر”.
196 سفينة
في السياق، أكدَّ زعيم “أنصار الله”، عبد الملك الحوثي، في خطاب متلفز الخميس، أن عملياتهم مستمرة “مع سيطرة كاملة من العدو الإسرائيلي ومنعه من الملاحة في البحر الأحمر”.
وقال: “العدو الأمريكي والبريطاني يواصل قصفه الجوي والبحري ضد بلدنا كما حصل بالأمس”. وأشار إلى أن “العدو الأمريكي والبريطاني يواصل السعي لتوريط الآخرين ضدنا لكنه يفشل حتى الآن”.
وقال: “جبهتنا في يمن الإيمان والجهاد مستمرة، وعدد السفن المستهدفة المرتبطة بالعدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي والبريطاني وصل إلى 196 سفينة”.
وفيما يتعلق بإسنادهم لغزة، أضاف:” الإسناد مستمر بالصواريخ والطائرات المسيرة إلى فلسطين المحتلة، وعمليات هذا الأسبوع نُفذت بـ 25 صاروخًا باليستيًا ومجنحًا وطائرة مسيّرة”.
15 غارة أمريكية
وأعلنت “أنصار الله” (الحوثيون) صباح الخميس، عن 15 غارة أمريكية تعرضت لها العاصمة صنعاء ومحافظة صعدة شمالي البلاد.
وذكرت وكالة الانباء سبأ، التي يديرها الحوثيون، “أن طيران العدوان الأمريكي البريطاني استهدف بست غارات مناطق التلفزيون والحفاء وجربان شمال وجنوب العاصمة، كما شن تسع غارات على منطقتي كهلان والعيلا شرقي مدينة صعدة”.
وأكدَّ المكتب السياسي لـ “أنصار الله”، في بيان بثته قناة المسيرة الفضائية الناطقة باسم الحوثيين، “أن العدوان الأمريكي على العاصمة صنعاء ومحافظة صعدة لن يمر دون رد”.
واعتبر البيان هذه الغارات “عدوانًا جبانًا على اليمن وتعديًا سافرًا للسيادة اليمنية وانتهاكًا صارخًا لكل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية”.
وأوضح أن هذا العدوان الامريكي يأتي “في سياق التصعيد الإسرائيلي والأمريكي بحق فلسطين ولبنان واليمن”. و”في إطار الاستهداف الشامل للأمة ومقدساتها وقضاياها العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية”.
وأكدَّ أن “الغارات العدوانية الأمريكية لن تثني اليمن عن مواصلة دعمه ومساندته لغزة ولبنان في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية المدعومة أمريكيًا”.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة “أنصار الله”، علي القحوم، في تصريحات صحافية، الخميس: “العدوان على اليمن محاولة لحماية كيان الاحتلال وثنينا عن مساندة غزة ولبنان”. وأضاف: “نقول للأمريكي والبريطاني إن قدرات اليمن تتعاظم والرد قادم وبنك الأهداف واسع”.
منشآت تخزين الأسلحة
فيما قالت القيادة العسكرية المركزية الأمريكية (سنتكوم) إن قواتها نفذت ضربات جوية متعددة ودقيقة على العديد من منشآت تخزين الأسلحة التابعة للحوثيين داخل مناطق سيطرتهم في اليمن، “والتي تحتوي على أسلحة تقليدية متقدمة مختلفة تُستخدم لاستهداف السفن العسكرية والمدنية الأمريكية والدولية التي تبحر في المياه الدولية في جميع أنحاء البحر الأحمر وخليج عدن”.
وقالت، في بيان، إنها “اتخذت هذه الإجراءات بهدف تقليص قدرة الحوثيين على مواصلة هجماتهم المتهورة وغير القانونية على الشحن التجاري الدولي، وعلى أفراد وسفن الولايات المتحدة والتحالف والطواقم التجارية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، وتقليص قدراتهم على تهديد الشركاء الإقليميين”.
وأضافت أنها “استهدفت منشآت الحوثيين المحصنة تحت الأرض، والتي تضم صواريخ ومكونات أسلحة وذخائر أخرى تستخدم لاستهداف السفن العسكرية والمدنية في جميع أنحاء المنطقة”.
وأشارت إلى “استخدام قطعات القوات الجوية والبحرية الأمريكية، بما في ذلك قاذفات الشبح بعيدة المدى من طراز بي -2 سيبريت التابعة للقوات الجوية الأمريكية جزءاً من العملية”، معتبرة أن “استخدام قاذفة بي-2 يوضح القدرات الواسعة للولايات المتحدة للوصول إلى هذه الأهداف عند الضرورة، وفي أي وقت وفي أي مكان”.
وفي بيان مماثل، أوضح وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، “أن قواتهم بما في ذلك قاذفات بي-2 التابعة للقوات الجوية الأمريكية، نفذت ضربات دقيقة ضد خمسة مواقع تخزين أسلحة محصنة تحت الأرض في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن”.
وأضاف أنها “استهدفت العديد من المرافق تحت الأرض التابعة للحوثيين، والتي تضم مكونات أسلحة مختلفة من الأنواع التي استخدمها الحوثيون لاستهداف السفن المدنية والعسكرية في جميع أنحاء المنطقة”.
وقال: “كان هذا عرضًا فريدًا لقدرة الولايات المتحدة على استهداف المرافق التي يسعى خصومنا إلى إبعادها عن متناولهم، بغض النظر عن مدى عمقها تحت الأرض أو تحصينها”.
وأضاف أن الولايات المتحدة “لن تتردد في اتخاذ إجراءات للدفاع عن الأرواح والأصول الأمريكية؛ وردع الهجمات ضد المدنيين وشركائنا الإقليميين؛ وحماية حرية الملاحة وزيادة السلامة والأمن في هذه الممرات المائية للسفن الأمريكية وقوات التحالف والسفن التجارية”.
ولأول مرة تستخدم الولايات المتحدة هذه القاذفة الاستراتيجية الشبحية في غاراتها على أهداف في اليمن تقول واشنطن إنها للحوثيين، وذلك منذ بداية الحملة الأمريكية. وهذه القاذفة هي أكبر بكثير من الطائرات المقاتلة التي تم استخدامها حتى الآن لاستهداف أهداف للحوثيين.
ويستهدف الحوثيون منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إليها أو التي سبق لشركاتها خرق حظر الدخول لموانئ فلسطين المحتلة، وذلك “تضامنًا مع غزة” التي تتعرض لعدوان إسرائيلي بدعم أمريكي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وبهدف إعاقة عملياتهم البحرية ضد السفن تشنّ واشنطن ولندن منذ 12 يناير/ كانون الثاني الماضي ضربات صاروخية وغارات جوية على أهداف في اليمن تقولان إنها للحوثيين.