شحن بوست:الأناضول
أكد وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، الجمعة، تسجيل أول إصابة بمرض الكوليرا لسيدة مسنة في بلدة السمونية بمحافظة عكار شمال البلاد.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي للوزير تناول فيه واقع الأدوية في لبنان والخطة الاستباقية لتأمينها تحسبا من تطورات صحية “في علاقة بالعدوان الاسرائيلي”، وبعد أيام من الحديث عن إصابة محتملة.
والأربعاء، قالت الوزارة إنها أُبلغت الاثنين عن حالة إصابة محتملة بالكوليرا شمال البلاد، وإن برنامج الترصد الوبائي باشر إثر ذلك التقصي من صحة الأمر.
وأكد الأبيض تسجيل “إصابة لسيدة متقدمة بالسن (لم يحدد عمرها) بمرض الكوليرا في بلدة السمونية بمحافظة عكار.
وأضاف أن حالة الإصابة هي “الأولى” منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2022، وليس لها علاقة بأي مركز إيواء للنازحين بسبب الحرب الإسرائيلية.
وشرح أن “الإصابة تعود لسيدة أصيبت في بيتها بعكار، وتم عزلها والقيام بما يلزم من إجراءات صحية تجاهها”.
وأعرب الوزير في ذات الوقت عن قلقه إزاء الوضع في مراكز الإيواء وإمكانية انتشار المرض فيها نظرا للازدحام فيها.
وقال: “في حال وصول المرض إلى مراكز الإيواء، من الممكن أن نرى أعدادا كبيرة من الإصابات خاصة أن القادمين من النازحين، أغلبهم من مناطق الجنوب، التي لم نقم فيها بتطعيم ضد المرض سابقا، لأنه لم يتم تسجيل المرض فيها”.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2022 أعلن لبنان تسجيل أول إصابة بمرض الكوليرا في البلاد منذ عام 1993، بينما أعلنت انتهاء انتشار الكوليرا في البلاد في يوليو/ تموز 2023.
نفي نقص الأدوية في لبنان
وبخصوص وفرة الدواء في لبنان، قال الأبيض إن “مخزون الأدوية للأمراض المزمنة يكفي على الأقل لـ4 أو 5 أشهر، وهناك كمية كبيرة من أدوية الأمراض المزمنة تأتي كمساعدات، ما يساعدنا في زيادة المخزون الاستراتيجي”.
وأضاف: “أدوية الأمراض السرطانية متوافرة وبعض الشركات (لم يذكرها) سلّمتنا مخزونا لبعض الأدوية يكفي لـ6 أشهر”.
ولفت وزير الصحة إلى أن “هناك 233 مركز رعاية أولية تخدم 788 مركز إيواء في المناطق التي بها نازحون”.
وتابع: “وزّعنا خلال الأسبوعين الماضيين مليون و600 ألف علبة دواء، وهناك نحو 500 ألف علبة دواء أيضا وزعت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية على مراكز الإيواء”.
وأكد الأبيض “عدم وجود مشكلة أو نقص الدواء في لبنان”، على خلاف مزاعم انتشرت عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي.
ويأتي رصد لبنان لحالة الإصابة الجديدة بالكوليرا وسط أكبر حالة نزوح يعيشها نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر عليه، وفي ظل معاناة من اكتظاظ كبير بمراكز إيواء النازحين وتحذيرات من انتشار أي أمراض معدية جراء ذلك.
وبلغ عدد النازحين المسجلين في مراكز الإيواء المعتمدة في لبنان حتى الجمعة، 191 ألفا و535 شخص، فيما بلغ عدد مراكز الإيواء 1098، تشمل مدارس حكومية ومجمعات تربوية ومعاهد مهنية ومراكز زراعية وغيرها موزعة في مختلف المحافظات، وفق آخر تقرير لوحدة إدارة مخاطر الكوارث بالحكومة اللبنانية.
وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن ألفين و412 شهيدا و11 ألفا و267 جريحا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، وفق رصد بيانات رسمية لبنانية حتى مساء الخميس.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها “حزب الله”، بدأت عقب شن الاحتلال الإسرائيلي إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، نطاق الإبادة لتشمل جل مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
ويوميا يرد “حزب الله” بصواريخ وطائرات مسيرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وبينما تعلن قوات الاحتلال جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، وفق مراقبين.