شحن بوست: قسم الأخبار
أكدت المديرة العامة لمنظمة اليونسكو، أودري أزولاي، أن احترام التراث لا يقتصر على حمايته فحسب، بل يتطلب أيضاً التعريف به للأجيال القادمة. وأشارت إلى أهمية تمكين الشباب من الاستفادة من التراث والاعتزاز به وتجديده.
جاء ذلك في مقال نشرته المنظمة بمناسبة اليوم الدولي الأول للتراث الثقافي غير المادي، الذي يصادف غداً، 17 أكتوبر.
وأوضحت أزولاي أن هذه المناسبة تمثل فرصة للاحتفال بالثروة العالمية من التقاليد والممارسات الثقافية، ولتسليط الضوء على أهمية الحفاظ على هذا الإرث. وأكدت أن حماية الثقافة كانت حتى وقت قريب تقتصر على المعالم والتماثيل والمواقع الأثرية، لكن اليونسكو عملت على توسيع هذا المفهوم ليشمل التقاليد والثقافات الحية. وفي عام 2003، ساعدت المنظمة في تنظيم اتفاقية التراث الثقافي غير المادي التي تعترف بأهمية حماية التنوع الثقافي.
كما أكدت أزولاي على أهمية إشراك الشباب في توثيق تراثهم الحي، مما يسهم في نقل هذه الممارسات إلى الأجيال الجديدة. وأشارت إلى مثال من أرخبيل سقطرى حيث تعاونت اليونسكو مع المجتمعات المحلية والشباب لتطوير أبجدية تمثل اللغة السقطرية القديمة، والتي تواجه خطر الانقراض.
وأوضحت إحدى المشاركات، وهي طالبة ماجستير، أن جهودها للحفاظ على لغتها تشمل البحث والتوعية، بالتعاون مع زملاء آخرين.
بالإضافة إلى ذلك، تواصل اليونسكو تسجيل الممارسات الثقافية الجديدة على قوائم التراث الثقافي غير المادي، مما يسهم في حماية التراث وزيادة الوعي بأهميته.
وتحدثت أزولاي عن تنوع التراث غير المادي، مشيرة إلى النظام الغذائي المتوسطي الذي يجمع بين عدة دول مثل إسبانيا واليونان والمغرب، والذي يتضمن ليس فقط مهارات الطهي، بل أيضاً قيم الضيافة والمحافظة على البيئة.
كما ذكرت الممارسات الحرفية، مثل تقنية إنتاج الأقمشة الحريرية اليابانية (Yuki-tsumugi)، التي تدعم المجتمعات المحلية من خلال إعادة استخدام شرانق دودة القز.
وأشارت إلى أن الموسيقى والرقص يمثلان جزءًا من التراث غير المادي، مثل رقصة المقص من بيرو، بالإضافة إلى مهنة التوليد التي تُمارَس في عدة دول، حيث تدعم القابلات النساء الحوامل وتبادل المعرفة.
هذه أمثلة قليلة على ثراء التراث غير المادي، وتهدف اليونسكو إلى صون المزيد منه، خاصة في البلدان الأقل تمثيلاً. من خلال ذلك، يمكننا استخدام هذه المعرفة لمواجهة التحديات المعاصرة، واستعادة التوازن بين البشر وبيئتهم، وتعزيز الروابط الاجتماعية في المجتمعات.